حين تحدثنا عن تطور الفكر المنطقي، تحدثنا عن المنطق الاجتماعي، وكان حديثا تاريخيا. بينما نتحدث عنه لتقييمه ومعرفة دوره في عملية تجنب الخطأ.
قلنا سابقا إن المنطق الإجتماعي قد انتهى إلى تقرير أن المجتمع هو أساس المنطق، وأن الأصول المنطقية إنما هي مستوحاة من تطور الحياة الاجتماعية، وأنه لا وجود للأفكار القبلية بل المجتمع هو الذي يصنع قوالب للتفكير ويضعها في ذهن الأفراد فنسحبها أفكارا قبلية. أما المقولات المنطقية فإنما هي مقولات اجتماعية.
يبقى أن نتساءل عن أمرين ونجيب عنهما في هذا الفصل. وهما:
1- ما نسبة الحقيقة في المنطق الاجتماعي وما هي نسبة التطرف؟
2- إذا كان المنطق الإجتماعي صحيحا- وهو صحيح نسبيا- فلماذا وما هي الأدلة العلمية عليه؟ وما هي الدواعي النفسية التي تكون وراء صحة هذا المنطق؟