responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 191

إذ لا يخضع الفرد لتوجيه المجتمع، إلا لأنه يخشى من عقوبته المتمثلة في متعة ضرورات حياته، ولأنه يحب حياته فهو أيضا يحب ما يحافظ عليها من ضرورات، وما ترتبط به هذه الضرورات من التكيف مع البيئة أو مع المجتمع.

وحين يخضع الإنسان للمجتمع، أو للبيئة، أو للسلطة، تخضع كل مناحي حياته معه وفي طليعتها فكره. ولذلك فإنه يدفع بفكره بإتجاه التوافق مع المجتمع والاستسلام لتوجيهاته، وكذلك باتجاه الخضوع للسلطة [1].

إذا، حب الذات، أو بتعبير أفضل (هوى النفس)، هو وراء كل أسباب الخطأ في الإنسان، ابتداءاً من الأسباب النفسية والتقاليد، وانتهاءا بالأسباب الطبيعية، مرورا بالأسباب الاجتماعية والاقتصادية- كما نتحدث عنها في المستقبل ان شاء الله- وبالرغم من ان صور الهوى تختلف من شهوة الخلد والملك وشهوة الراحة والأمن إلى شهوة الطعام والمساكن و .. و ..

بالرغم من ذلك، فإنها تعود إلى أصل واحد هو حب الذات، أو هوى النفس [2]. وحين يفضح الإنسان، مدى ارتباط هذه الشهوات، وما ينبع منها من أفكار خاطئة، مدى ارتباطها بالهوى، تفقد الأخطاء خلفيتها وتنهار، إذ لا يرتاب الإنسان في ان الفكرة الناشئة من حب الذات، لا رصيد لها من الواقع إذ لابد ان تنشأ الفكرة من الواقع الخارجي ذاته، لا من مصلحة ذاتية مباشرة أو غير مباشرة.

وهكذا يسير المنطق الاسلامي، طريقا مستقيما، ومختلفا عن سائر الطرق في إزالة أسباب الخطأ من حياة الإنسان، ذلك الطريق هو التوجيه إلى السبب الرئيسي لكل الأخطاء (هوى النفس) وفضح علاقة كل الأفكار الخاطئة بهذا السبب.


[1] - سوف نتحدث طويلا عن أن من أهم أسباب الخطأ هو الخضوع للمجتمع أو للآباء أو التكيف مع البيئة.

[2] - لعل القرآن حين يقول هوى النفس يعني حب الذات، وحين يقول أهواء النفس يعني: شهواتنا.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست