responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 190

وجاء في الحديث: أوصى الله لداود: (حذر وأنذر أصحابك عن حب الشهوات، فإن المعلقة قلوبهم بشهوات الدنيا، قلوبهم محجوبة عني ..) وجاء في رواية مأثورة: (وإذا حيرك أمرك لا تدري أيهما خير، وأصوب، فانظر أيهما أقرب إلى هواك فخالفه، فإن كثير الثواب في مخالفة هواك) .. وجاء في حديث آخر: (وأكثر الصواب في خلاف الهوى، وإن الطمع مفتاح الذل واختلاس العقل والذهاب بالعلم ..).

شهوات الهوى:

إذن، اتباع الهوى يعني: اتباع ما يحبه الإنسان ويشتهيه. ولأن شهوات الإنسان تختلف، فإن موارد اتباع الهوى تختلف هي الأخرى، والسؤال: ما هي شهوات الإنسان؟ وبالتالي ما هي أهواؤه؟ [1]: شهوة الخلود، شهوة الراحة، شهوة الأمن والسلامة، وأخيرا شهوة الملك والسيطرة .. هي جميعا شهوة واحدة هي (شهوة الحياة) وهي أعمق شهوة في النفس البشرية، لأنها صور لهوى النفس، في أوضح وأصدق حالاتها. شهوة الطعام والمسكن واللباس، شهوة الأولاد وحس التكيف مع البيئة، حس التكيف مع المجتمع، والاستسلام لضغوط السلطة، كل هذه صور أخرى وإن كانت باهتة- أحيانا- عن شهوة الحياة.


[1] - هنا يجب أن نضع ملحوظة ضرورية هي أن الهوى والحب هما حالتان للنفس البشرية تختلفان كثيرا.

فالهوى هو حب الذات، وحب أي شيء يخدم الذات مباشرة أو غير مباشرة فمثلا: حب الحياة، وحب الراحة، وحب الأكلات الشهية، وحب النساء، وحب المال، والسلطات، إنما هي مرجعها جميعا حب الذات، إذ كلها تخدم الذات مباشرة، أو غير مباشرة.

بينما الحب هو: الرغبة في الغير دون أن يرتبط بالذات، فحب الخير وأهله وحب المبدأ، وحب الوطن و .. و .. إنما هو الرغبة في كل أولئك دون أن يعتبر فيها حب الذات، وهكذا يكون الحب عطاء والهوى أخذ.

نام کتاب : المنطق الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 190
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست