responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 68

باعتبارها نقطة التقاء بين الشرق والغرب، خصوصاً بعد أن تأسست مدرسة البيزنطيين في القسطنطينية عاصمة امبراطوريتهم [1].

أثر مدرسة الإسكندرية بين المسلمين

وقد قدر لمدرسة الإسكندرية أن تُخلف أثراً عظيماً في ثقافة المسلمين.

قد يظن المرء أن الكتاب اليوناني الذي كان له الأثر الحاسم في الفكر العربي الفلسفي هو كتاب (ما بعد الطبيعة) أعظم وأجرأ كتاب وضعه أرسطو في نطاق البحث النظري، وكان قد نقل إلى العربية كما مرّ معنا- في وقت مبكر لا يتجاوز منتصف القرن التاسع.

لكن الواقع أن ذلك الكتاب إنما هو لمؤلف آخر منسوب خطأً إلى أرسطو ومعروف ب- (أثولوجيا ارسطو) وضعه مؤلف يوناني مجهول، نقل هذا الكتاب للكندي- أول مؤلف عربي في الفكر الفلسفي- وذلك في الوقت نفسه الذي أنجز فيه المترجم السوري عبد المسيح بن ناعمة الحمصي، نقل كتاب (ما بعد الطبيعة).

إن قيمة هذا الكتاب التاريخية عظيمة، فقد وصفه البعض بأنه خلاصة للفلسفة اليونانية التي نشطت في الحقبة الإسكندرية وعملت جاهدة على سبك جميع العناصر الفكرية الناشئة في عهودها.

فالعرب الذين كانوا- كما أسلفنا- منهمكين في مشكلة التوفيق، ليس بين الفلسفة اليونانية والعقيدة الإسلامية فحسب، بل بين العناصر المتنافرة في الفكر اليوناني نفسه أيضاً، اعتبروا كتاب (آثولوجيا أرسطو) دون شك غنيمة عظمى [2].

ويتساءل المرء: لماذا انهمك المسلمون في مشكلة التوفيق بين المذاهب الفلسفية في الفكر اليوناني؟ ولماذا وقع اختيارهم على المدرسة الفكرية التي تبلورت في الإسكندرية التي تميزت بالتوفيق بين المذاهب المختلفة؟


[1] () راجع المصدر، ص 504.

[2] () تاريخ الفلسفة الإسلامية، ص 43.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست