responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65

واستمرت هذه المراكز تواصل بحوثها التقليدية بالرغم من اجتياح الموج الإسلامي العالي للبلاد وأحداث التغييرات الهائلة بها.

ولكل من مركزي حران وجندي سابور ميزة معينة على الآخر.

فحران في شمالي سوريا كانت موطناً لطائفة خاصة من عبدة النجوم، وكانت ديانتهم (التي زعم العباسيون أنها ديانة الصابئة) قد اختلطت بالمؤثرات الهيلينية والغنوصية والعرمسية، وهذا الخليط العجيب قد أعدهم للقيام بدور الوسيط بين العرب والثقافة اليونانية، كما وفر لهم فرصة الحصول على ميزة التنجيم [1] التي أصبحت مدخلًا واسعاً لهم إلى قلب البلاط العباسي، حيث أصبحوا مستشارين للعباسيين في مختلف الشؤون الحساسة [2] ويعلم الله كم غيروا وبدلوا من شؤون المسلمين عبر خرافة التنجيم التي آمن بها ملوك بني العباس خلافاً لأمر الله وأمر رسوله الكريم الذي أثر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم):

" صدق الله وكذب المنجمون".

مدرسة جندي سابور الفارسية

على مقربة من موقع بغداد الحالي أسس كسرى أنوشيروان عام (555) للميلاد هذه المدرسة التي أصبحت مؤسسة كبرى للعلوم اليونانية في غربي آسيا ومركزاً لاختلاطها بالأفكار الفارسية.

وظلت هذه المدرسة إلى العهد العباسي حين أمر المنصور ببناء مدينة بغداد سنة 762 م، ولأن الخلافة العباسية تأسست على يد الخراسانيين، وكان للفرس- وبالذات البرامكة- علاقات وثيقة معها، ولقرب موقع المدرسة من العاصمة


[1] () أنظر تاريخ الفلسفة الإسلامية، ص 25.

[2] يقول ماجد فخري: الانتفاضات السياسية التي تلت سقوط السلالة الأموية، وانتقال الخلافة إلى بني العباس، قد أقنعت هؤلاء بأن مصير الإنسانية وقيام الدول وانجلائها هي أسرار محفوظة في ثنايا النجوم، وأنه من شأن الحكماء وحدهم حل رموزها والكشف عن خفاياها. ويضيف قائلًا: حتى أن أكثر خلفاء العصر انفتاحاً نظير المأمون لم يتحرر من هذا الاعتماد على النجوم ولم يكتف بأن ألحق بخدمته منجّماً خاصاً بالبلاط وحسب، بل كان لا يقوم بعمل عسكري أو سياسي هام إلا بعد أن يستشيره بشأنه أولًا، المصدر، ص 30.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 65
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست