" إن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً، ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرة، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعم الأبد
". عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما خرج الحسين بن علي (عليه السلام) إلى أصحابه قال:
" أيها الناس إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عما سواه" [1].
والأحاديث المأثورة عن المعصومين (عليهم السلام) توضح ذلك.
روى ابن أبي عمير عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام:" هو الأول الذي لا شيء قبله، والآخر الذي لا شيء بعده، وهو القديم وما سواه مخلوق محدث، تعالى عن صفات المخلوقين علواً كبيراً".
ويروي أبو إسحاق الليثي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال:
" يا إبراهيم: إن الله تبارك وتعالى لم يزل عالماً، خلق الأشياء لا من شيء، ومن زعم أن الله عز وجل خلق الأشياء من شيء فقد كفر، لأنه لو كان ذلك الشيء الذي خلق منه الأشياء قديماً معه في أزليته وهويته، كان ذلك أزلياً، بل خلق الله عز وجل الأشياء كلها لا من شيء