responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 341

كما أن الجهل بواقع الخلق والإرادة، كان وراء أكثر المذاهب الجبرية، وأن تذكرة القرآن الحكيم بان الإرادة الإلهية ليست عين ذاته، بل هي كلمته التي خلقها وخلق بها الأشياء، فهي فعله وأمره وإذنه ولست ذاته.

إن هذه التذكرة حلت أزمة حادة في العقل البشري، إذ أن عقولنا اهتدت بتذكر الوحي إلى أن الإرادة حادثة لأنها سبب الفعل، والعلم قد يكون قديماً، والعلم لا يؤثر والإرادة مؤثرة.

فعلمك بأنك ستخرج غداً إلى موقع عملك شيء، وقرارك بذلك شيء آخر، ففي آخر لحظة يمكن لك أن تقرر غير ذلك، إذاً قرارك هو الذي يستمر معك إلى آخر لحظة.

ومادام البشر- وهو خلق من خلق الله- قادراً على كثير مما يشاء، فكيف يكون رب العزة عاجزاً، وغير قادر على الفعل والترك سبحانه وتعالى.

وبحل هذه العقدة، نفك سائر العقد العلمية بسهولة، فما دامت الإرادة خلقاً إلهياً وليست صفة إلهية [1] فإن تأخر الخلق درجة وزماناً عن الخالق يكون معقولًا جداً، إذ أن الله سبحانه وتعالى كان قادراً إذ لا شيء، ثم خلق الإرادة بقدرته، وخلق الكون بإرادته.

وهكذا عقدة التغيير في الخلق، فإن الذي خلق السموات والأرض بالإرادة الحادثة، قادر على أن يخلق مثلهن بإرادة حادثة أيضاً.

وهذا مطلق الكمال لرب العرش سبحانه أن يكون فعالًا لما يريد، قادراً على ما يشاء.

وهو الذي خلق الأشياء بمشيئته وهو قادر على أن يعيدها متى شاء.

أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (يس/ 81)

إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (يس/ 82)


[1] () ليس من أسماء الله الحسنى الواردة اسم (مريد) لأن الإرادة ليست صفة إلهية، بل إن اسمه الثابت هو القادر، المقتدر، فعال لما يشاء، وقدرته على الإرادة أو اللا إرادة قديمة، وهي عين ذاته، أما إرادته، فهي: كخلقه حادث.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست