responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 34

وهكذا كان الحسن البصري الذي طرح شعار (لا قتال) أول عالم لا مسؤول في تاريخ هذه الأمة، وكان علماء الكلام التجريديون تلاميذ له في الاحتماء بظل الحياد الإيجابي بين معسكري الحق والباطل!

مدرسة المعتزلة

وفي ظل الحسن البصري، نمت مدرسة الاعتزال التي أسسها تلميذاه: واصل بن عطاء وعمرو بن عبيد.

وهناك دليلان لا أقل يمكن أن يستشهد بهما على أن مدرسة الاعتزال سارت بالتالي في ذات النهج التخاذلي الذي رسمه الحسن البصري لهما.

الأول: أن (الأزارقة) الذين حكموا (البصرة) في عهد واصل بن عطاء، كانوا يزعمون بأن مرتكب الكبيرة كافر، بينما أستاذ (واصل) أي (الحسن) كان يرى أنه مسلم، ورأى (واصل) أنه بين المسلم والكافر، وهذا الرأي جعله يوافق (بقدر ما) رأي الحكام المتطرفين- وهم الخوارج- في الوقت الذي لا يضطره إلى تحمل عناء الثورة ضد الحكام الذين كانوا من أخطر مصاديق مرتكب الكبيرة في ذلك الوقت [1].

الثاني: موقف المعتزلة من المعضلة السياسية الكبرى، وهي تعيين الخلف الشرعي للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).

حيث تهرب المعتزلة من هذه المشكلة التاريخية التي كانت تعني في ذلك العصر تهربهم من قضايا الثورة التي كان يقودها أهل بيت الرسول صلوات الله عليهم دفاعاً عن الرسالة الإلهية وعن المحرومين، إذ نقل عن واصل إنه علق الحكم في هذا الباب على أساس الافتقار إلى البينات الكافية! [2].


[1] () راجع الخياط كتاب الانتصار، ص 118. والشهرستاني الملل والنحل، ص 17. عنهما تاريخ الفلسفة الإسلامية، ص 79.

[2] () المصدر، ص 80. عن الملل والنحل، ص 73.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست