responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 307

وابن رشد الذي كان يعارض المتكلمين ويزعم أن نظرية الفيض متأثرة بهم، وكان يفترض وجوب الممكنات كلها، يرد نظرية التقسيم الثلاثي للأشياء بعنف ويقول:

واستنادهم إلى مقولة الإمكان، وإن كل جزء ممكن من أجزاء العالم فله موجب لإثبات وجود الله أو واجب الوجود بذاته، يؤدي إلى ممكن ضروري، وليس إلى ضروري لا علة له، أي إذ فهمنا أن الممكن ما له علة لزم أن ما له علة فله علة، وأمكن أن نضع أن تلك لها علة، وأن يمر إلى غير نهاية، فلا ينتهي إلى موجود لا علة له.

وأما قوله بممكن بذات، واجب بغيره؛ فهو خطأ وفي غاية السقوط، لأن الواجب كيف ما فرض؛ ليس فيه إمكان، وإلا كيف يكون الشيء واجباً وممكناً، لأن الممكن يقتضي الواجب، ثم أن الممكن في ذاته وفي جوهره ليس يمكن أن يعود ضرورياً من قبل فاعله، إلا لو انقلبت طبيعة الممكن إلى طبيعة الضروري [1].

وبالرغم من أنا لا نوافق ابن رشد في كل كلامه، إلا أن بيانه لتهافت نظرية التقسيم الثلاثي قوي ومعقول.

ثانياً: الواحد لا يصدر عنه إلا واحد

والمبدأ الثاني لنظرية الفيض والذي يعتبر جوهرياً أكثر من البند الأول هو:

أن الواحد لا يصدر عنه مباشرة إلا واحد، ويجوز إذا تعددت الوسائل.

والقسم الأول من النظرية هو المجمع عليه لدى الفلاسفة وكثير من المتكلمين، وأما القسم الثاني فإنه مورد هجوم خصوم النظرية وبعنف عليها.

وعلينا أن نتناول وبشيء من التفصيل قسمي النظرية في هذا البند.

أ- الواحد لا يصدر عنه إلا واحد

وهذا المبدأ هو الذي ادخل الفلاسفة في زنزانة ضيقة، وعمق في أذهانهم الإشكالية الثانية.


[1] () المصدر، ص 142، عن ابن رشد الكشف عن مناهج الأدلة مكتبة الأنجلو 1955.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست