في هذا الفصل نتحدث بإذن الله في المقدمة عن أهمية معرفة الرب، ثم عن عجز البشر عن معرفة الله، بل إن الله هو الدال لهم بالدليل إليه، دون أن يملكوا بأنفسهم آلة لمعرفته، ثم نعرج للحديث عن المنهج القديم لمعرفة الله، وبعد أن نذكر أهم نقطتين في رأينا- في منهج معرفة الله: وهما إخراج الله عن حدي التشبيه والتعطيل، والتعمق في معرفة الخليقة بصفتها آيات الله، وبعدئذ نبين- بإيجاز شديد- أساليب التقرب إلى الله، عبر إصلاح المنهج وتزكية النفس، والتقوى والشفاعة.
لماذا وجبت معرفة الرب؟
من أفخر وأشرف وأعظم نعم الله على البشر أنه عرفهم نفسه، ومن يصل إلى مستوى معرفة الرب، لابد وأن يعلم أية نعمة عظيمة اسبغها الله عليه، كما يفهم أيضاً: أية خسارة كبيرة تلف الذين يجهلون ربهم، وهل كانت الدنيا تساوي شيئاً لو عاشها دون أن يعرف ربه؟
لا تسع الكلمات التعبير عن مدى خسارة الإنسان الذي يعيش سبعين عاماً في ذهول عن الله، بعيداً عن جمال الله وجلاله وعظمته، وبعيداً عن لذة مناجاته، وقوة التوكل عليه.
إن تعبيرنا- نحن- البشر جدُّ قاصر عن بيان ما ينتفع به الإنسان من معرفة الله والتوب إليه، ولكن يكفينا أن نعرف أن القرآن حين يبين منافع الصلاة، وأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، لا يلبث أن يذكرنا بأن ذكر الله أعظم ولذكر الله أكبر فيقول ربنا تعالى:
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، العرفان الإسلامي - قم، چاپ: اول، 1426.