responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 266

منهج معرفة الله

" بالعقول يعتقد التصديق بالله، وبالإقرار يكمل الإيمان به [1] لا ديانة إلا بعد معرفة، ولا معرفة إلا بإخلاص، ولا إخلاص مع التشبيه، ولا نفي مع إثبات الصفات للتشبيه، وكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما (يمكن) فيه (يمتنع) في صانعه [2]، لا تجري عليه الحركة والسكون، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، أو يعود فيه ما هو ابتداه؟ [3]، إذاً لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، ولا ممتنع من الأزل معناه، ولما كان للبارئ معنى غير المبروء، ولو حُد له وراء إذاً حُد له أمام [4]، ولو التمس له التمام إذاً لزمه النقصان [5]، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث [6]، وكيف يُنشئ الأشياء من لا يمتنع من الأشياء [7]، إذاً لقامت فيه آية المصنوع، ولتحول دليلًا بعد ما كان مدلولًا عليه [8]، ليس في محال القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب".


[1] () في البدء تشير الفطرة إلى وجود الله، ولكن العقل يركز هذه الرؤية ويجعلها عقيدة، ومن ثم يأتي الإقرار والتسليم لله ليكمل المسيرة، فيوصل المرء إلى مرحلة الإيمان بالله سبحانه- وهذا فيما يبدو- هو المنهج الإلهي في معرفة الخالق.

[2] () كيف يلتزم بالدين من لا يعرف الرب؟ أم كيف يعرف الله من لا يخلصه بالعبادة بل يجعل له شريكاً، ويقارنه سبحانه بالشركاء؟ أم كيف ينفي الشركاء من يشبه الله لخلقه، وهل معنى التشبيه سوى وضع الخالق في مصاف المخلوقين سبحانه وتعالى؟ ونفي التشبيه بدوره- كيف يكون مع الصفات الزائدة عليه.

وهكذا يقول الإمام كلمته الجامعة للمنهج التوحيدي وهي: أن كل عجز، وضعف، ومحدودية موجودة في الخلق لابد أن يتعالى عنها الخالق، وأن كل ما كان وجوده ممكناً يفي المخلوق فوجوده ممتنع في ضانعه.

[3] () الحركة شأن الذي يسكن، والسكون شأن الذي يتحرك، وهما من شؤون المخلوقين، فكيف يجريان في الصانع وقد ابتدأهما ابتداءاً.

[4] () إذا قيل هذا الجانب وراءه، لجاز أن يقال: وذاك الجانب أمامه.

[5] () إذا فتشنا عن طريقة لإ تمامه، لكان يعني ذلك إنه ناقص.

[6] () الذي يجوز له حدوث طارئ، فإن ذلك يدل على أنه كان ناقصاً، أو أن طبيعته قابلة للحدوث، ومثل هذا الشيء لا يستحق الأزلية.

[7] () الذي يمكن أن يحدث لا يمكنه أن يكون منشئاً.

[8] () إن المصنوع هو الذي له حد ووراءه وأمام، ونقصان بعد زيادة، وزيادة بعد نقصان، وتحرك وسكون، وتطور وتغيير، وكل هذه الدلائل تشير إلى حقيقة واحدة، هي أن المصنوع ليس موجوداً بذاته، وكاملًا بنفسه، ولا عاملًا في حقيقته بحقيقته، بل بحقيقة خارجة عنه، إذاً فلو أثبتنا بعض هذه أنور للخالق لعاد مخلوقاً، ولأصبح بدوره دليلًا على خالق آخر بعد أن كان مدلولًا عليه بخلقه، وهذا محال.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست