responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 264

قرين له [1]، ضاد النور بالظلمة، والجلاية بالبهم [2] والجسوء بالبلل [3]، والصرد بالحرور [4]، مؤلف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها [5]، ذلك قوله جل وعز: ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون".

الزمان دليل أزلية خالقه

" ففرق بها بين قبل وبعد ليعلم ألا قبل له ولا بعد [6]، شاهدة بغرائزها ألا غريزة لمغررها دالة بتفاوتها ألا تفاوت لمفاوتها، مخبرة بتوقيتها ألا وقت لموقتها، حُجب بعضها عن بعض ليعلم ألا حجاب بينه وبينها من غيرها [7]، له معنى الربوبية إذ لا مربوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق [8]، وتأويل السمع ولا مسموع، ليس مذ خلق استحق معنى الخالق، ولا


[1] () لكل شيء ضد ولكل شيء قرين، وهذا دليل العجز والنقص، فإذا كان الشيء قادراً لحذف ضده ولو كان كاملًا لما احتاج إلى تكميله بقزين، والله ليس له كفو أحد.

[2] () النور محدود بالظلمة، والظلمة تخترق بالنور فهما إذاً عاجزان، والظهور (الجلاية) يخالف (البهم).

[3] () الجسوء هو الجلد الخشن والماء الجامد.

[4] () البرد والحر.

[5] () أن كل مخلوق زوج يحتاج إلى كفوه ويحتاجه كفوه، وهذا دليل عجزه وحاجته إلى رب لا كفو له أبداً.

ولعل هذا هو معنى استدلال الإمام بالآية الكريمة، وبالذات ختام الآية (لعلكم تذكرون) أي جعلنا الأِشياء أزواجاً لعلكم تذكرون بحاجتها إلى من يؤلفها، ولا يحتاج إلى كفو.

[6] () فاعلية الزمان في الأشياء تدل على إنها قد ابتدئت، وهي بالتالي بحاجة من ابتدأها، وهو لا بداية له ولا فاعلية للزمان فيه.

[7] () احتجاب بعض الأشياء عن بعضها دليل على عجزها ومحدودية اثرها، وأن خالق الجميع لابد أن تشمل قدرته كل الأِشياء، وإلا يحتجب عنها إلا بتعاليه عنها واختلاف جوهرها عنه.

[8] () لم يكتسب الرب واقع الربوبية من خلقه، لأن له الكمال المطلق قبل خلق المخلوقين، وبذلك الكمال خلقهم، وهكذا الإلوهية والعلم، فهو إله قبل أن يخلق الخلق، وعالم بهم قبل الخلق إذ خلقهم بعلمه، وهكذا الصفات التالية.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست