قالوا: ماذا يعني أن الله نور السموات والأرض؟ إنه يعني: أنه تعالى شأنه وجود السموات والأرض، وبالتالي فهو السموات والأرض لكن بلا تحديد.
ويبدو أن الذين استدلوا بهذه الآية الشريفة تغافلوا عن لطائف لغة العرب، وعن أن القرآن معجزة الله الكبرى في الفصاحة والبلاغة والعلم، وإلا فكيف لم يميزوا بين التعبيرين: الله عين السموات والأرض و (الله نور السموات والأرض). علماً بأن التعبير الثاني صريح في أن هناك شيء اسمه الله، وأشياء أسماؤها السموات والأرض و. و. وأن الأول هو الذي أظهر الثاني وكان نوره.
إن كل شيء في السموات والأرض موجود بالله وقائم وظاهر به، وكل كمال فيه إنما هو من الله، ولكن هل هو عين الله حتى يثبت وحدة الوجود والموجود؟ كلا ..
قالوا: كيف يكون الرب أقرب إلى البشر من حبل الوريد، أو ليس بأنه هو عين وجود البشر؟
ونحن نقول: إن الله أقرب إلينا من حبل الوريد، لأن وجودنا من الله ونظام كل خلية منا قائم بالله، ولكن هل يعني ذلك أنه عين الله، وأن وجوده هو الله بلا حصر وتحديد؟ كلا، فإن الآية هذه وغيرها صريحة بأن الله شيء، وأن البشر شيء آخر، وأن الأول أقرب إلى الثاني من حبل وريده.