responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 231

ألف: بعض الملتزمين بالدين حولوه إلى مجرد طقوس فارغة، وبالغوا في الاهتمام بظاهر الشريعة، دون باطنها المتجسد في حكمها الإلهية، فلم تكن الصلاة عندهم حرباً ضد هوى النفس ومعراجاً إلى الله تعالى، ولا الزكاة إزالةً للفوارق الطبقية وتطهيراً للنفس من علاقاتها بالدنيا، ولا الحج إشعاراً بتوحيد الله تعالى ونبذ الأصنام وتوحيد الأمة تحت لواء الدين.

وهكذا غذت هذه الظاهرة نظرية التصوف باعتباره عودة إلى الجوهر والباطن.

وإذا تبلورت تلك الظاهرة في منهجية القياس الأرسطي، ونظريات علم الكلام الحدّية، فقد تبلور رد فعلها في منهجية الإشراق وأفكار أفلوطين وفيثاغورس، وربما أفلاطون المثالية.

وأعظم ما تجلت فيه منهجية القياس ذات الحدود الصارمة في الفصل بين المذاهب والتفريق بين الديانات، ووضع الحدود الواضحة بين الأقوال المختلفة، وتناسي أهداف الشريعة من التقوى والعمل الصالح، والاهتمام بالتعابير والألفاظ، لذلك تجلى رد فعلها في نظريات وحدة الوجود وحذف الفوارق، وإلغاء دور الظاهر، والزعم بأن الكل على حق، كما يقول شاعرهم:

لقد صار قلبي قابلًا كل صورة


فمرعى لغزلان ودير لرهبان

وبيت لأوثان وكعبة طائف


وألواح توراة ومصحف قرآن

أدين بدين الحب مهما توجهت


ركائبه فالحب ديني وإيماني


والواقع أن تطرف الظاهر على حساب الجوهر، والباطن على حساب القانون المظهر له والمنظم لشؤونه، نوع من الجهالة.

باء: عندما تثقل المسؤوليات وتزداد، تخور العزائم ويبحث المتقاعسون عن تبرير للقرار، هنالك تنتعش النظريات الصوفية.

فعلى مستوى الفرد، قد يعيش في ظروف لا يطيقها، كما إذا أصيب في ماله أو نفسه أو أعزائه مصيبة كبيرة، فإنه يهرب إلى كهف الاعتزال هروباً من مواجهة الظروف القاسية.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 231
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست