responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 221

ويبدو لي أن هذه النزعة الجاهلية الظالمة، هي التي دفعت ببعض الفلاسفة أن يبتدعوا نظريات توهم الإنسان بأنه يستطيع أن يُصبح جزءاً من ذات الله، كما أنها هي التي دفعت بالطغاة والمستكبرين إلى ادعاء السلطة على الناس، وبالعتاة والمجرمين إلى العناد وتحدي شرائع الله.

ونظرية وحدة الوجود والموجود ليست بعيدة عن هذه النزعة، دعنا نقرأ بعض نصوص الحكماء التي تعكس في نظري هذه النزعة عند البشر.

يقول أحدهم شعراً ترجمته ما يلي:

إذا جاز أن تقول شجرة أنا الحق


فلماذا لا يجوز أن يقولها صاحب حظ [1]


وهكذا يزعمون أن البشر قد يتسامى إلى درجة الألوهية حتى يقول: (أنا الحق) كما نادى الله موسى عبر شجرة طور سينا إنني أنا الله.

ويقول الهيدجي: إن العرفاء قالوا: للإنسان سبع لطائف: الطبع، والنفس، والقلب، والروح، والسر، والخفي، والأخفى، فالطبع باعتبار مبدئيته للحركة والسكون، والنفس باعتبار مبدئيته للإدراكات الجزئية، والقلب باعتبار مبدئيته للإدراكات الكلية التفصيلية، والروح باعتبار حصول الملكة البسيطة الخلّاقة للتفاصيل فيه، والسر باعتبار فنائه في العقل الأول، والخفي في الواحدية، والأخفى باعتبار فنائه في الأحدية [2].

وهكذا يتصور (مدّعو) العرفاء أنهم يفنون في مقام الأحدية، وهو المقام الإلهي الذي يعتبرونه أيضاً غيب الغيوب، وآنئذٍ تظهر منهم الشطحات التي تجعل الواحد منهم يعتقد أنه ليس في جبته إلا الله، أو يزعم أنه في كل مكان ومع كل أحد، أو يزعم أنه قد أسقطت عنه التكاليف الشرعية وما أشبه.


[1] () ميزان المطالب، ص 17 والشعر بالفارسية هكذا:

روا باشد أنا الحق از درختس چرا نبود روا زانيكبختى

[2] () المصدر، ص 30.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست