responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 206

1- يرى البعض منهم: أن ما يتحقق خلال التجربة العرفانية، ليس سوى الاتحاد المؤقت مع وجود التمايز التام بين الخالق والمخلوق، وقد نستطيع أن نسمي هذه الحالة ب- (الاتصال).

ويدّعي (ستيس) أن متصوفة الغرب ينتهون عادة إلى النظرة الثنائية، بالرغم من ميلهم الشديد إلى وحدة الوجود بعكس عرفاء الشرق.

فبالرغم من وجود عبارات في حكمة (ودانتا) توحي بالتعددية، إلا أن الوجهة العامة لنظريتهم هي الوحدة التامة [1].

وينقل (سايس) نصاً من أحد العرفاء الغربيين وهو هنري سوسو يقول فيه:

إن النفس تذهل بالاتصال بالله، ولكن ليس بالكامل، لأنها تتطبّع ببعض صفاته، ولكنها لا تصبح إلهاً بذاتها، بل لا تزال هي كما كانت مخلوقة من العدم وستبقى أبد الآباد هكذا [2].

ونجد مثل هذا القول عند السابقين من متصوفة المسلمين، مثل أبي النصر السراج، المتوفى سنة (378 ه-) حيث يقول في كتابه (اللمع في التصوف) وهو ينتقد نظرية الحلول الصوفية:

إن صح عن أحد أنه قال هذه المقالة، وظن أن التوحيد أبدي له صفحته بما أشار إليه، فقد غلط في ذلك، وذهب عليه أن الشيء مجانس للشيء الذي حل فيه، والله تعالى بائن من الأشياء والأشياء بائنة منه بصفاتها [3].

ويبدو أن نظرية الاتحاد برزخ بين المذاهب الدينية القائلة بالتباين التام بين الخالق والمخلوق، وبين النظريات الوحدوية التي بلورها أفلوطين في كتاب (تاسوعات)، وربما لجأ إلى مثل هذا القول من خشي تكفير علماء الطوائف الدينية.


[1] () المصدر، ص 226.

[2] () المصدر، ص 231.

[3] () تاريخ التصوف الإسلامي، ص 87 نقلًا عن كتاب اللمع، ص 426.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 206
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست