responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 184

كل شيء هالك إلا وجهه، لا أنه يصيّرها كذلك في وقت من الأوقات، بل هو هالك أزلًا وأبداً لا يتصور إلا كذلك، فإن كل شيء إذا اعتبر ذاته من حيث هو فهو عدم محض، وإذا اعتبر من الوجه الذي يسري إليه الوجود من الأول الحق، رأى موجوداً في ذاته، لكن من الوجه الذي يلي موجودة [1].

وفي حديث لآخر يرى (أن الماهيات الإمكانية أمور عدمية) ويضيف قائلًا: بمعنى أنها غير موجودة لا في حد في أنفسها بحسب ذواتها، ولا بحسب الواقع، لأن ما لا يكون وجوداً ولا موجوداً في حد نفسه، لا يمكن أن يصير موجوداً بتأثير الغير وإفاضته، بل الموجود هو الوجود، وأطواره وشؤونه وأنحاؤه [2].

هكذا يرى ملا صدرا: أن الأرض والسماء والإنسان وغيرها مما يسميها (الماهيات الإمكانية) ليست في الواقع إلا اعتبارات وهمية.

من ذلك كله نرى أن هذا الفريق من الفلاسفة يلغون وجود الأِشياء، ونستطيع أن نجعلهم جميعاً في صف المتألهين المتأثرين- كشيخهم أفلاطون- بالسوفسطائيين بقدر معين.

الرؤية الواقعية

ونحن لا يسعنا إلا الاعتراف بأن وجداننا وعقلنا وكافة أحاسيسنا تشهد بوضوح: أن الموجودات التي حولنا وإيانا حق وواقع.

وقبل أن تشوش رؤيتنا بالأفكار الغريبة لم يكن يطرح لدينا هذا التساؤل: هل نحن موجودون؟ هل السماء والأرض والجبال و .. و .. حق أم ظلال للحق؟

ويبدو أن الذين أنكروا (أصالة) الأشياء وأن شئت قلت: (الماهيات) إنما فعلوا ذلك تخلصاً من الجهل بكيفية الخلق، ومعنى قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق الأِشياء بكلمة واحدة: إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (يس/ 82)


[1] () ميزان المطالب، ص 23، نقلًا عن كتاب الأسفار، ص 195، الطبعة القديمة.

[2] () المصدر.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست