1- وجود آيات متشابهة في القرآن حول الجبر والاختيار، وحول صفات الله، ونسبة الجوارح إليه سبحانه، وحول أصل الخلق وما أشبه.
وأغلب المؤرخين القدامى والباحثين يرون في هذا أحد الأسباب الرئيسية لظهور علم الكلام.
والقرآن الحكيم يشير إلى وجود المتشابه في آياته، وكان على المسلمين أن يرجعوا فيها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والراسخين في العلم من أهل بيته (عليهم السلام)، ولكن بعضهم أراد ان يكتفي بما لديه من العلم، فكان علم الكلام [1].
2- وجود الصراعات السياسية التي أفرزت مذاهب معينة كالخوارج والمرجئة والقدرية وما أشبه.
ويربط بعض الباحثين بين المذاهب الفلسفية والمواقف السياسية أو الظروف الاجتماعية والنفسية، ونضرب مثلًا بالخوارج البدو، وموقف المرجئة من أنصار بني أمية في الشام، وموقف المعتزلة، وهم أهل البصرة والكوفة وبغداد من مقترف الكبيرة.
فالخوارج- لأنهم بدو- تشددوا في المسألة واعتبروا الإيمان لا يتم إلا بالكل، أي أن من ارتكب ذنباً كبيراً أو صغيراً بطل إيمانه وكفر، أما المرجئة فهم في جانب
[1] () يرى ابن خلدون هذا الرأي، راجع مقدمة ابن خلدون، تحقيق وافي، جث، ص 1041.