بالإضافة إلى الآيات القرآنية العديدة التي نهت عن تحريم ما أحل الله، وأمرت بالطعام والنكاح، وأخذ الزينة والجهاد، وأعلنت أن الطيبات حلال وأن الله سخّر ما في الأرض جميعاً للإنسان.
وبالإضافة إلى حث القرآن الحكيم على ضرورة تحمل المسؤوليات الرسالية في مقاومة الطاغوت والقتال ضد حزب الشيطان، والاعتداء على المعتدي، وإقامة العدل والشهادة بالحق، والسير في الأرض للمعرفة والإصلاح فيها و .. و. مما لا يدع شكاً في حرمة الاعتزال فراراً عن مسؤوليات الدين والذي هو جوهر التصوف وأساس بنائه.
أقول: بالإضافة إلى هذا وذاك نجد في الذكر الحكيم آية تدل صراحة على أن الرهبانية التي أحدثها أتباع عيسى بن مريم (عليه السلام) لم تكن سوى بدعة، أو لا أقل كانت مخالفة لأصولها السليمة، وإذا عرفنا أن مبدأ التصوف كان تقليد الرهبان، نعرف موقف القرآن من التصوف، فقد جاء فيه حول الرهبانية:
لم يكن الرسول يتجاوز القرآن بشطر كلمة، وقد كان للمؤمنين أسوة حسنة، ودخل في الحياة من كل أبوابها وتوغل في آفاقها الحسنة، ولم يدعْ لأحد من المسلمين شكاً في نهجه القويم الذي جمع الدنيا إلى الآخرة.
وقد كان بعض أصحاب الرسول يود الترهب بسبب صدمة يتعرض لها أو بسبب غلوه في الدين، فكان الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ينهاه أشد النهي، والأحاديث التالية تعرض جانباً من ذلك: