responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 137

انتشرت طائفة من تاركي الدنيا والسياح الهنود والمانويين في العراق وسائر البلاد الإسلامية. وكما كان يدور الحديث في القرن الأول عن الرهبان والمسيحيين السواح، كانوا يتحدثون أيضاً عن سواح زهاد آخرين لم يكونوا بمسلمين ولا بمسيحيين، ويسميهم الجاحظ ب- (الرهبان الزنادقة) ويبدو من حديثه أنهم من زهاد المانوية [1].

ومن خلال هؤلاء انتشرت قصة (بوذا) واعتبروه قدوة للزهد والارتياض، ويقولون عنه: لقد كان الأمير القوي الذي ولى الدنيا وحرر نفسه رفيق الطريق وإذا انتشر التصوف في بلاد البلخ وما وراء النهر، فلربما بسبب انتشار المذهب البوذائي هناك منذ ألف عام قبل ظهور الإسلام [2].

الأثر الفارسي في التصوف عند المسلمين

أما المؤثر الفارسي؛ فقد كان له أبعاد مختلفة، نذكر منها ما يلي:

أولًا: إن الأفلاطونية الجديدة بذاتها انعكاس لروح شرقية إيرانية، وقد سافر قادتها إلى بلاد فارس، واقتبسوا منها الكثير، حيث جاء إلى إيران مع (كرديانوس) الإمبراطور الروماني الذي خاض حرباً مع الملك الإيراني (شابور بن أردشير) الساساني- كما أن أستاذه أمونيوس ساكاس- هو الآخر كان متأثراً بالروح الشرقية والفلسفة الإيرانية والهندية [3].

ثانياً: بسبب فتح الإسلام للإمبراطورية الفارسية، واعتناق بعض الفرس للإسلام ظاهراً مع الاحتفاظ بتراثهم الثقافي- أمثال ابن المقفع والبرامكة- وتلهف الكثير من المسلمين لمعرفة الثقافة الفارسية، فإن بعض الفلاسفة والمتصوفة الذين كتبوا باللغة العربية قد عبّروا- في الواقع- عن أفكارهم الفارسية أكثر مما عبّروا عن الإسلام.


[1] () عارف وصوفي چه ميگويند، ص 14.

[2] () راجع المصدر المتقدم، ص 14- 15.

[3] () المصدر، ص 28.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست