responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 132

الأثر اليوناني في التصوف عند المسلمين

هنالك أثران لليونان على متصوفة المسلمين، أحدهما مباشر، عبر الأفلاطونية الجديدة، والثاني غير مباشر، عبر اليهود والنصارى المتأثرين بالثقافة اليونانية. وفيما يلي يوضح الدكتور قاسم غني العلاقة بين التصوف والفكر اليوناني بكلا بعديه المباشر وغير المباشر [1]:

يرى البعض أن منابع التصوف الإسلامي هي المسيحية والرهبانية، حيث تعمقت الأفكار العرفانية في الدينين المسيحي واليهودي قبل ظهور الإسلام بمدة مديدة، فلقد فعلت أفكار فيلون الحكيم اليهودي في السنين الأولى من القرن الأول الميلادي بالتوراة من التأويلات والتفسيرات الصوفية، ما فعله بعدئذ المتصوفة بالقرآن.

وهكذا ترسخت في المسيحية آراء أفلوطين الذي كان يُسمى عند أصحاب الملل والنحل الإسلامية ب- (الشيخ اليوناني)، وقد أشاعها في الآفاق طائفة من المسيحيين الذين سموا بالمرتاضين والتوابين وتاركي الدنيا في كل مكان.

ولقد متن انتشار الإسلام في سوريا والعراق ومصر صلة المسلمين بالرهبان المسيحيين، وعرفوا عاداتهم وأفكارهم، وأقوالهم بصورة أفضل، وتقبلوا كثيراً منها، حتى أن بعض أعداء التصوف من المسلمين كانوا يعيّرونهم بأنهم يتشبهون بالرهبان المسيحيين.

لقد كان لبس الصوف الذي يحتمل بقوة أن تكون كلمة الصوفي منه، من عادات الرهبان المسيحيين حين أصبح بعدئذ شعاراً للزهد عند الصوفية.

وهكذا يُعتبر العيش في الزوايا والصوامع إلى درجة ما، تقليداً للمسيحيين والرهبان، حتى أنه جاء في تراجم العرفان أن أول زاوية للصوفية بنيت على يد أمير مسيحي [2].


[1] () لا يحضرني كتاب (تاريخ التصوف الإسلامي) للدكتور قاسم غني، لذلك انقل النصوص من ترجمته الفارسية من كتاب: عارف وصوفي چه ميگويند.

[2] () المصدر، ص 12- 13.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست