ولأنه كل شيء وكل شيء هو، فإنهم زعموا أن كل معبود هو الله، سواء كان في صورة شجر أو حجر أو حيوان أو إنسان، وقد قال القيصري وهو يشرح ابن عربي في قوله: (والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد فيه): ولأجل أن الحق هو الذي ظهر في ذلك المجلى وعُبد، سموه كلهم إلهاً مع اسمه الخاص بالحجر أو الشجر أو حيوان أو إنسان أو كوكب أو ملك أو فلك [1].
ولكي يصل الصوفي إلى الهدف الأسمى وهو (وعي وحدة الوجود) عليه أن يسعى نحو الاتحاد والفناء.
ويرى بعض المتصوفة ثلاث درجات في هذا السلم الصعب وهي:
1- الفناء الأفعالي (توحيد الأفعال) حيث يصل السالك (الصوفي) إلى مقام ينسب كل فعل صدر من أي فاعل إلى الله ويسمونه ب- (المحو).
2- الفناء الصفاتي (توحيد الصفات)، حيث يرى السالك أي موصوفٍ صفة لله، ويسمونه ب- (الطمس).
3- الفناء الذاتي (توحيد الذات) ويعتبر أعلى درجات الفناء، ويعني أن يجد السالك ذاته ووجوده ووجود سائر الأشياء محواً ومنطمساً في ذات ووجود الله، ويقال له: (المحق) [3].
[1] () عارف وصوفي چه ميگويند. فارسي تأليف جواد تهراني، ص 135.