responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 123

الثالث: التصوف الفلسفي

وفتش هذا الفريق من العلماء المتخاذلين عن فلسفة تدعم مواقفهم، فوجدوها في أفكار عند اليونان والفرس والهنود، أو ليس الإنسان هو الإنسان بنزعاته وأهوائه، وتبريره ومعاذيره، فكما احتاج الأوائل إلى أفكار تبرر عزلتهم عن الحياة ومسؤولياتها، فقد شعر الآخرون بذات الحاجة ففتشوا في تراثهم ما يرفع حاجتهم، أو ليس الطيور على أشكالها تقع؟!

وهذا الرأي يجمع في طياته رأيين مختلفين: يقول أحدهم: إن التصوف ظاهرة إسلامية نشأت من القرآن الحكيم وسيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم). بينما يقول الرأي الآخر: إنه ظاهرة أجنبية مئة بالمئة، وحتى اسمه معرب من كلمة (مسُوف) اليونانية [1].

ونحن نرى أن التصوف ظاهرة أصيلة نشأت بين المسلمين كبشر وليسوا كمسلمين، حيث أن بعضهم اختار حياة العزلة والانكفاء على الذات، وابتدع بعض الأفكار المبررة لاختياره، إلا أن هذه الظاهرة اكتملت بعناصر أجنبية وردت على المسلمين من شتى المذاهب الفلسفة القديمة.

أما الإسلام كدين إلهي؛ فإنه يرفض التصوف كطريقة للحياة، وكفلسفة ورؤية إليها.

يقول ماجد فخري: إن التصوف من حيث هو محاولة البلوغ اللامتناهي والاندماج به، أما عن طريق تجانس الطبيعة- كما في المسيحية أو عن طريق الفناء الذاتي والرجوع إلى حال الوحدانية البدائية الخالصة، كما في البرهمية البوذية- (إن التصوف) يتنافى مع العديد من التعاليم الدينية في الإسلام، فهنالك أولًا مفهوم التسامي الإلهي المطلق الذي عبر عنه القرآن الكريم في الآية: ليس كمثله شيء فهذا المفهوم يتعارض مع فكرة الاتصال الحميم بالله وهنالك ثانياً: الشعائر الدينية


[1] () انظر تاريخ التصوف الإسلامي، ص 10.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست