responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 119

الخارجية لهذه الكلمة أو تلك عبر كل جيل من أجيال المثقفين وما كانوا يفهمونه منها.

فحتى لو كانت كلمة (الصوفي) معروفة في بدايات القرن الثاني للهجرة [1]، فهل كانت تعني ذات المفاهيم التي نعرفها منها اليوم؟ هذا هو السؤال.

في رأيي، أن للتصوف ثلاث مراحل وبالتالي ثلاثة معاني.

الأول: الزهد والتقوى

ويوكد هذا التوجه علي الزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة والتبتل إلى الله سبحانه دون ترك المباح من لذات الدنيا ولكن بقدر محدود.

وكان بين أصحاب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من اقتدى به في إجهاد نفسه في العبادة والتوجه إلى الله سبحانه، وكان الرسول يشجعهم على ذلك، وينهى فقط عن أمرين:

ألف: التشبه بالرهبان.

باء: ترك ما أحل الله من الطعام والشراب والنكاح [2].

وفيما وراء ذلك لا يجد الأصحاب غضاضة من التفرغ للعبادة، والتقشف في العيش، وهكذا نجد بين أصحاب الرسول أشخاصاً في طليعتهم الإمام علي (عليه السلام) الذي اتبعه أهل البصائر من أصحاب الرسول في الزهد والتقوى، وأبا ذر وعمار وأويس القرني.

وإذا نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عثمان بن مظعون عن الترهب فلأنه كان ينحو منحى الرهبان الذين ابتدعوا سنة تحريم ما احل الله عليهم من الطعام والنكاح.

ومن خلال أحاديث الرسول يظهر أن نزعة الهروب من مسؤوليات الحياة كانت وراء الترهب.


[1] () ويظهر من بعض الأحاديث التي نسردها في آخر هذا الفصل أن لبس الصوف كان شعاراً للزهد والترهب في القرن الأول للهجرة فراجع.

[2] () راجع آخر هذا الفصل (الموقف الرسالي) عن موقف الرسول من الترهب.

نام کتاب : العرفان الإسلامي نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 119
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست