(رَحِمَهُمُ اللَّهُ) فَجَعَلُوا يُعَذِّرُونَ فِي الْأَكْلِ. فَقَالَ (ص):
مَا صَنَعْتُمْ شَيْئاً؛ أَشَدُّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا. فَجَعَلُوا
يَأْكُلُونَ أَكْلًا جَيِّداً. ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع):
رَحِمَهُمُ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْهُمْ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ» [1].
زاي: أما الضيف فيستحب أن يدعو، عند تمام الطعام. والأفضل أن يقول ما قاله النبي (ص) حيث روي: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِذَا طَعِمَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ قَالَ لَهُمْ:
طَعِمَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ، وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ الْأَخْيَارُ» [2]
. حاء: وإذا دخل الرجل بلداً، فهو ضيف على أهله (وبالذات إخوانه فيه)، فقد جاء في الحديث عن رسول اللَّه (ص) أنه قال:
«إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَلْدَةً فَهُوَ ضَيْفٌ عَلَى مَنْ بِهَا مِنْ أَهْلِ دِينِهِ حَتَّى يَرْحَلَ عَنْهُمْ، وَلَا يَنْبَغِي لِلضَّيْفِ أَنْ يَصُومَ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ لِئَلَّا يَعْمَلُوا لَهُ الشَّيْءَ فَيَفْسُدَ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُمْ أَنْ يَصُومُوا إِلَّا بِإِذْنِ ضَيْفِهِمْ لِئَلَّا يَحْتَشِمَهُمْ فَيَشْتَهِيَ الطَّعَامَ فَيَتْرُكَهُ لِمَكَانِهِمْ» [3]
. طاء: ويستحب إعانة الضيف عند قدومه، وليس عند ارتحاله.
فقد روي أنه «نَزَلَ عَلَى أَبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) قَوْمٌ مِنْ جُهَيْنَةَ فَأَضَافَهُمْ، فَلَمَّا أَرَادُوا الرِّحْلَةَ زَوَّدَهُمْ وَوَصَلَهُمْ وَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ (ع) لِغِلْمَانِهِ:
تَنَحَّوْا عَنْهُمْ لَا تُعِينُوهُمْ.
فَلَمَّا فَرَغُوا جَاؤُوا لِيُوَدِّعُوهُ، فَقَالُوا: يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ (ص)، لَقَدْ أَضَفْتَ فَأَحْسَنْتَ الضِّيَافَةَ، ثُمَّ أَمَرْتَ غِلْمَانَكَ أَلَّا يُعِينُونَا عَلَى الرِّحْلَةِ؟!. فَقَالَ (ع):
إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نُعِينُ أَضْيَافَنَا عَلَى الرِّحْلَةِ مِنْ عِنْدِنَا» [4].
[1] وسائل الشيعة، ج 24، ص 284 ..
[2] وسائل الشيعة، ج 24، ص 357 ..
[3] بحار الأنوار، ج 72، ص 462 ..
[4] وسائل الشيعة، ج 11، ص 456..