باء: ويستحب له ألَّا يستقلَّ ما يُقدَّم إليه، حيث روي عن رسول اللَّه (ص)، أنه قال:

«كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْماً أَنْ يَسْتَقِلَّ مَا يُقَرِّبُ إِلَى إِخْوَانِهِ، وَكَفَى بِالْقَوْمِ إِثْماً أَنْ يَسْتَقِلُّوا مَا يُقَرِّبُهُ إِلَيْهِمْ أَخُوهُمْ» [1].

جيم: ويستحب لصاحب البيت ألَّا يتكلَّف للضيف. فقد جاء في حديث شريف: «إِنَّ الْحَارِثَ الْأَعْوَرَ أَتَى أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ جَعَلَنِيَ اللَّهُ فِدَاكَ، أُحِبُّ أَنْ تُكْرِمَنِي بِأَنْ تَأْكُلَ عِنْدِي.

فَقَالَ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع): عَلَى أَلَّا تَتَكَلَّفَ شَيْئاً.

وَدَخَلَ فَأَتَاهُ الْحَارِثُ بِكِسْرٍ فَجَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) يَأْكُلُ. فَقَالَ لَهُ الْحَارِثُ: إِنَّ مَعِي دَرَاهِمَ. وَأَظْهَرَهَا فَإِذَا هِيَ فِي كُمِّهِ. فَقَالَ: إِنْ أَذِنْتَ لِي اشْتَرَيْتُ. فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع):

هَذِهِ مِمَّا فِي بَيْتِكَ» [2].

دال: ومن المستحب أن يبدأ صاحب البيت بالطعام، ويكون آخر من يرفع يده عنه. هكذا أدّبنا الإسلام لكيلا يحتشم الضيف. فقد روي عن أبي عبداللَّه، عن أبيه (ع)، أنّه قال:

«كَانَ رَسُولُ اللَّه (ص) إِذَا أَكَلَ مَعَ الْقَوْمِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ يَضَعُ يَدَهُ مَعَ الْقَوْمِ وَآخَرُ مَنْ يَرْفَعُهَا لِأَنْ يَأْكُلَ الْقَوْمُ» [3]

. هاء: ومِنْ إكرام الضيف إعداد الخِلال له، فقد جاء في رواية عن رسول اللَّه (ص) أنّه قال:

«إِنَّ مِنْ حَقِّ الضَّيْفِ أَنْ يُعَدَّ لَهُ الْخِلَالُ» [4]

. واو: ويستحب للضيف ألَّا يستحيي في الطعام في بيوت إخوانه، فقد جاء في رواية ظريفة عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: «أَكَلْنَا مَعَ أَبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) فَأُتِينَا بِقَصْعَةٍ مِنْ أَرُزٍّ فَجَعَلْنَا نُعَذِّرُ. فَقَالَ (ع):

مَا صَنَعْتُمْ شَيْئاً؛ إِنَّ أَشَدَّكُمْ حُبّاً لَنَا أَحْسَنُكُمْ أَكْلًا عِنْدَنَا.

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَرَفَعْتُ كُسْحَةَ الْمَائِدَةِ فَأَكَلْتُ. فَقَالَ (ع): الْآنَ. ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) أُهْدِيَ لَهُ قَصْعَةُ أَرُزٍّ مِنْ نَاحِيَةِ الْأَنْصَارِ فَدَعَا سَلْمَانَ وَالْمِقْدَادَ وَأَبَا ذَرٍّ