responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 14

وتتبع عورات الناس المستورة، ويوصي الامام (عليه السلام) واليه وكل الولاة بإبعاد هذه الفئة وعدم الإستماع إليهم. ذلك لأن الناس لايخلون من عيوب وعلى الوالي سترها وليس نشرها، وإنما مسؤولية القيادة إصلاح ما ظهر من معايب العباد وليس ما خَفيَ منها.

إن القائد مسؤول عن تفكيك عقد الأحقاد، وتنفيس ما احتقن في النفوس من ثارات، وبالتالي تطهير نفوس المجتمع من أسباب الفساد وليس تكريسها، وهكذا يجب التغابي عما في الناس من عيوب، بينما السعاة يسيرون في الاتجاه المعاكس، وهكذا اطلق الامام كلمته الصاعقة بأن الساعي غاش وإن تنكر في ثياب الناصحين.

يقول الامام (عليه السلام):

وَ لْيَكُنْ أَبْعَدَ رَعِيَّتِكَ مِنْكَ، وَ أَشْنَأَهُمْ [1] عِنْدَكَ، أَطْلَبُهُمْ لِمَعَايِبِ [2] النَّاسِ؛ فَإِنَّ فِي النَّاسِ عُيُوباً، الْوَالِي أَحَقُّ مَنْ سَتَرَهَا، فَلا تَكْشِفَنَّ عَمَّا غَابَ عَنْكَ مِنْهَا، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ تَطْهِيرُ مَا ظَهَرَ لَكَ، وَ اللَّهُ يَحْكُمُ عَلَى مَا غَابَ عَنْكَ، فَاسْتُرِ الْعَوْرَةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ اللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ. أَطْلِقْ عَنِ النَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ [3]، وَ اقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ [4]، وَ تَغَابَ [5] عَنْ كُلِّ مَا لا يَضِحُ [6] لَكَ، وَ لا تَعْجَلَنَّ إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ، فَإِنَّ السَّاعِيَ [7] غَاشٌّ، وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ.


[1] - أشنؤهم: أبغضهم.

[2] - الاطلب للمعائب: الاشد طلباً لها.

[3] - أطلق عقدة كل حقد: احلل عقد الاحقاد من قلوب الناس بحسن السيرة معهم.

[4] - الوِتْر- بالكسر-: العداوة.

[5] - تَغَابَ: تغافَلْ.

[6] - يَضِح: يظهر، والماضي و ضَحَ.

[7] - الساعي: هو النمام بمعائب الناس.

نام کتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست