responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في القرآن الحكيم نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 93

فإذا رأيتها بوضوح تعرف ان عينك سليمة، أما إذا غشاها الغبار فاعرف ان عينك مصابة. كذلك لو اردت ان تعرف عقلك، فأكثر النظر في العلم، في الحقائق التي بعقلك اكتشفتها، ومن خلالها حاول تقييم عقلك (او بالأحرى فليحاول عقلك تحليل ذاته).

انهما عمليتان لابد منهما لكشف العقل: كشف الحقائق والعبور من خلالها الى واقع الكاشف تماماً كما تنظر الى الأشياء المضاءة بالنور لا لتكشف عنها، بل لتعبر منها باتجاه النور الذي اضاءها.

وهذه العملية (عملية العبور من المكشوف الى الكاشف) تشبه عملية العبور من الآيات الى معرفة الله سبحانه، حسبما سبق الحديث حولها مفصلًا.

ج- وبتكرار عملية العبور هذه يزداد وعي العقل لذاته ويقظته تجاه مكنوناته، وتشتد ثقته بقدراته، ويقتدر على كشف حقائق جديدة. [1]

وهذه الظاهرة (زيادة العقل بشدة إثارته) هي الظاهرة التي فشلت في تفسيرها فلسفات البشر. فقال ارسطو: المعلومات تكشف عن مجهولات جديدة، في الوقت الذي لا يمكن- ان نظرنا بدقة- ان تكون المعلومات التي كانت حتى قريب مجهولات وبحاجة الى الكاشف، تكون كاشفة لغيرها، بل الممكن والواقع هو ان المعلومات‌


[1] لكي نكون امناء جداً على نظرات القرآن الحكيم لابد ان نذكر بان العقل نور، ومن حيث ذاته عدم التأثر بالخارج ولا يزداد ولا ينقص مقدار نوريته، بل كل ذلك من حيث اضافته الى النفس، فكل ذلك المذكور اعلاه عبارة عن مدى زيادة العقل في النفس.

نام کتاب : بحوث في القرآن الحكيم نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 93
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست