responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في القرآن الحكيم نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 20

وتوجيه القرآن نحو هذه السنن والقوانين يهدف امرين

الاول: هداية الناس الى طريق صلاحهم والذي لا يعدو ان يكون التوفيق بين حياتهم وبين متطلبات السنن العامة.

الثاني: تعليم الناس لتلك السنن. ومن الطبيعي ان يختفي الهدف الثاني من ظاهر القرآن، إذ ان سياق الكتاب يسير باتجاه التزكية، مما ينبئ عن انها الهدف الوحيد الذي ينشده القرآن، ولكن بالرغم من ذلك فان نظرة فاحصة تهدينا الى البيانات العلمية التي تنطوي عليها الآيات. فمثلًا في سورة الرعد نجد الآية الكريمة إِنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِانفُسِهِمْ‌ (الرعد/ 11)

انها حقيقة تربوية يتعرض اليها الكتاب لتثبيت المسؤولية الشخصية في نفوس الامة. وقبل هذه الآية وبعدها تذكيرات بهذه الحقيقة.

ولكن النظرة الفاحصة تهدينا الى وجود ما هو اشمل واوسع دلالة في هذه الآية، انه القانون الاجتماعي الذي يربط بين الحضارة وبين تطوير الصفات النفسية. ويقول كلما كان بناء قومٍ أكثر من هدمهم، كلما تقدمت بهم الحضارة، ولا يكثر البناء على الهدم على صعيد الواقع الا بعد وجود نفسية مناسبة على صعيد الذات.

لقد جُعل هذا القانون العلمي في هذه الآية وسيلة لتزكية الانسان وتحميله مسؤوليته تجاه التطورات الخارجية.

ونلاحظ وجود منعطف صارخ في سياق بعض الآيات الهدف منه بيان حقيقة علمية ترتبط بواقع التزكية التي يهدفها ظاهر السياق.

نام کتاب : بحوث في القرآن الحكيم نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست