إن المجتمع الذي قاومه هؤلاء السحرة التائبون كان يتمتع بقوة رادعة
عقابية، بيد ان المؤمنين، وهم افراد من المجتمع ذاته، كانوا يتمتعون بالعقل الذي
يهديهم الى الحق، ثم بإرادة تحررهم من ضغوط المجتمع، والتي عبرت عن نفسها في اقسى
العقوبات، ولكنها عجزت عن تحويل الإنسان الى آلة لا تعقل ولا تشاء.
ان هذه النقطة عظيمة، ليست لانها تشكل فقط حجر الزاوية في بناء
الإنسان الكامل، بل لأنها تعتبر عدسة ضرورية في مجهر علم الاجتماع، فحين نتجاهل
هذه الحقيقة نتخبط في تقديراتنا للاحداث وللاشخاص ولمسيرة الحياة.
7- والمجتمع بثنائية الخيوط التي تحركه والتي ترتبط بنفسيات المجموعة
البشرية التي يتحرك كل فرد منهم ضمن محور الايجاب والسلب، لابد وان يتكون من خيرين
واشرار، ولابد ان تكون المقاومة باتجاه الاصلاح او باتجاه الفساد، هي التي تحدد
تحركات هذا المجتمع، فأمام كل فريق ينشد الخير بفعل تفوق الجانب الايجابي في نفسه
على الجانب السلبي، لابد ان يقف فريق آخر يقاوم هذا الخير، واذ لايمكن ان يكون
الاخيار خالصين من كل عيب، لايمكن