" لقد تجلى الله لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون"
[1]
ليكون له بمثابة المثير والمحرض نحو التدبر في القرآن.
أما إذا أردنا التعرف إلى الأسباب التي تدفع إلى عدم التدبّر والتأمل
في آيات الله، فعلينا أن نقول: إن الشيطان الرجيم يبذل كل جهوده اللعينة، لكي يفكر
المرء في كل شيء لدى قراءة القرآن، إلّا فيما يحتويه القرآن نفسه!! فهو كما يوسوس
في القلب حين الصلاة والصيام وسائر العبادات، كذلك يضاعف نشاطه أثناء قراءة كتاب
الله. ولهذا فقد أمرنا الله سبحانه بالتعوذ من الشيطان عند كل مرة نقرأ فيها
الكتاب الكريم.
وثاني الأسباب: هو الاقفال القلبية المتصوّرة بصور الأفكار المسبقة
التي يحملها الإنسان فهي أقفال وحجب تحول دون أن يستقبل القارئ الرؤى القرآنية
والبصائر الربانية بذهنية متفتحة ناضجة.
القرآن تفصيل لكل شيء
خلق الله تبارك وتعالى الكون وجعل فيه سنن وقوانين، فكان من طبيعة
هذه السنن- وفق الإرادة الربانية- ان تتصل بأسماء الله الحسنى.
فقانون معاقبة الظالم والأخذ على يد الطغاة مرتبط باسم من أسماءه
تعالى، وهو أنه قائم بالقسط، وأنه منتقم وجبار وعادل. أما قانون الإحسان إلى
المحسنين. وأن الإنسان إذا ما