responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 42

أفلا يتدبرون القرآن؟

(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ) [1]

لقد خلق الله نوراً، ثم قسمه إلى قسمين؛ فأودع القسم الأول في الإنسان وسمّاه العقل، ثم خلق بالقسم الثاني كتاباً وسمّاه القرآن المجيد.

فالقرآن هو ذلك العقل الذي فصل تفصيلًا من لدن حكيم خبير، وهو الكتاب الذي يسره الله وبرمجه بلغة الإنسان، وأنزله من العليين لكي يفهمه مخلوقه المكرّم، حتى كان التطابق بين العقل والقرآن تطابقاً من شانه إيصال الإنسان إلى الحقيقة.

إذن؛ فالقرآن هو العقل الظاهر، والعقل هو القرآن الباطن.

من هنا؛ فإن العقل كلما استضاء بالقرآن كلما أفصح عن نفسه، وكلما تدبر القارئ في آيات الله كلما أعطى الفرصة لعقله بالظهور. فلا يفهم القرآن دون العقل، ولا يمكن للعقل أن يتبلور دون القرآن.

إن الجسر الرابط بين العقل والقرآن، هو عملية التدبر والتفكّر والتأمّل.

وعلى هذا؛ لا ينبغي لقارئ كتاب الله أن يمرّ عليه مروراً مجرداً، أو يكون همّه الوصول إلى آخر السورة، أو يكون هدفه من القراءة لقلقة اللسان بالحروف والكلمات والمظاهر، بل يجدر به التعمق والوصول إلى ذلك الجوهر المقدّس والنور الوضّاء الذي أودعه الله في كلماته. ولا ينسى القارئ للقرآن أن يضع نصب عينيه الحديث الشريف المروي عن الإمام الصادق عليه السلام،


[1] محمد/ 24.

نام کتاب : في رحاب القرآن نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست