كل ذلك يدل على أنّ فئة قليلة من الناس تجحد بالله ذلك الجحود اللفظي المباشر، فلو افترضنا أنّ القرآن نزل على هذه الفئة القليلة لعزلها عن المجتمع.

طاعة الطاغوت مصداق للكفر

وقد تضمّن القرآن الكريم علاج هذه المشكلة النفسية والعقائدية والتشريعية المتجذِّرة عند أغلب الناس المؤمنين‌

بالله لفظاً، فالجحود اللفظي ليس هو الكفر بمعناه الصحيح، فالكفر هو في الحقيقة إما ترك التشريع الإسلامي إلى غير الإسلامي، أو ترك القيادة الإسلامية واتّباع غير الإسلامية، وهذا هو الكفر أو الشرك إذ لا فرق بينهما، فإذا أهملنا التشريع الإسلامي بمجمله، ومضينا إلى تشريع آخر نرسم به خارطة حياتنا، فإننا يجب أن نضع أنفسنا سلفاً في خانة الكفار والمشركين بالله، وعلى العكس من ذلك فإنّ قبولنا للتشريع الإسلامي كنظام متكامل، وإذعاننا للقيادة الإسلامية الصحيحة يعنيان إستحقاقنا أن نُكتَب في قائمة المؤمنين.

ونحن لا نقصد هنا أنّ الذي يترك الصلاة هو كافر في كل الأحوال، كما قال الفريق الأول، فهذا غير صحيح لأنّ الذي يترك الصلاة وهو يؤمن أنها واجبة ومن دون أن يؤدي تركه للصلاة إلى إنكار الرسالة فليس بكافر بل هو فاسق، ولكن الذي يترك الاقتصاد الإسلامي، ويدّعي عدم وجود نظام اقتصادي في الإسلام، أو الذي‌