والإفراط فيه، وهذه الحاجة ليست مفروضة عليهم بل إن‌

طبيعة الإنسان نفسها طبيعة إيمانية، فالإنسان مفطور على الإيمان، والبحث عن الغيب، وقوى ماوراء المادة، فهو دائم البحث عن فلسفة هذا الوجود، وفلسفة حياته؛ لماذا وُلِد؟ ولماذا يعيش؟ ولماذا يموت؟ وهو حين لا يجد الأجوبة الشافية في ديانته، ولا يجد فيها ما يطفئ غليل ضميره الظامئ، فمن الطبيعي أن يبحث عن تلك الأجوبة في الإسلام والقرآن، الأمر الذي يدفعه إلى أن يترك ديانته ليعتنق الدين المنقذ الذي فيه دواء الروح، وعلاج النفس، وراحة الضمير، ألا وهو الدين الإسلامي.

وبعد، فهذا هو فعل المدّ المقدّس، والصحوة المباركة التي أخذت تنتشر حتى في أعماق أوروبا، وبدأت تهدد قلاع الماسونية، وحصون الصليبية والصهيونية التي تمثِّل بؤر الفساد والعدوان اللذين يُصدّران إلى البلدان المستضعفة. إن هذه الصحوة التي يعيشها المسلمون، وشعوب العالم المستضعفة هي بفضل تلك التضحيات والدماء التي سُفكت على طريق الجهاد الشائك.

التاريخ مدرسة كبرى‌

وهكذا فإن التأريخ هو مدرسة كبرى تتجلى فيها العِبر، ويُستلهم منها ما ينفعنا في العمل والحركة والانطلاق، والذي يدرس في هذه المدرسة، ويتتلمذ على يد هذا المعلم الخبير فمن المستحيل أن يصبح عرضة للاهتزاز،