إنّ المؤمن يجب أن لا يكون في عمله مقلِّداً للآخرين ممن هم في
مستواه الفكري والعقلي، بل ينبغي عليه أن يربي نفسه على الابتكار والإبداع، ويكون
مستقلًا في شخصيته، وأن لا يعمد إلى تقليد الآخرين إلّا من باب الاقتداء الحسن،
فكثيرون هم الذين فشلوا في أعمالهم، ونشاطاتهم بسبب تقليدهم للآخرين، فالتقليد
يُفقد الإنسان أحياناً قابلياته وقدراته الذاتية في العمل، في حين أنهم لو كانوا
قد عملوا على تطويرها لنجحوا وتقدموا.
وهكذا فإنّ الإنسان الناجح هو من يمتلك الثقة الكاملة بنفسه، والقادر
على تنمية مواهبه، فهو لا يقلِّد الآخرين ولا يحاول أن يجعل من نفسه صورة طبق
الأصل عنهم، بل يكون نسيج نفسه فحسب.
5 مقاومة الإحباط
يجب على العامل أن لا يدع مجالًا للأخطاء أن تُثبط عزيمته فيخيب سعيه
نتيجة خطأ أو خطئين يقع فيهما، فالخطأ يجب أن لا يكون مصدر إحباط ويأس وفشل يبعث
على الانطواء والتقاعس والتراجع، وبالتالي يتحول إلى عامل في تحطيم شخصية الإنسان،
بل ليكن الخطأ خطوة تجريبية في حياة الإنسان المؤمن، أما إذا تكرر هذا الخطأ
فحينئذ يجب أن يُلام عليه هذا الإنسان لقول الرسول (ص)