تزول، وبموجب هذه الرؤية فإن من المستحيل حدوث التحولات والتطورات في
هذا الكون على اعتبار أن الأزل لا يتغير، فينعدم أثر الزمان لأنه إنما يتأثر
بالتطورات وإذا لم يكن هناك تطور حقيقي في شيء فكيف يمكن أن نتطور فيه من حيث
الزمان؟
الرؤية القرآنية للحياة
هذا في حين إن البصيرة القرآنية تقول إن الله عزّ وجلّ هو رب
السماوات والأرض: [إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ] [1]،
فالله أولًا يربي الإنسان، ويربي الكون، وهو في نفس الوقت الذي يعطي فيه للكون
تكامله وتطوره، وبالتالي يبارك له في وجوده فإنه يفعل مثل ذلك بالنسبة إلى الإنسان.
وانطلاقاً من هذه الرؤية فإن الزمان هو جزء من خلق السماوات والأرض،
لأنه تعالى يقول: [فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ]، فهو لم
يخلق الكون مرة واحدة، ولا يهمنا في هذا المجال أن نعرف هل إنّ هذه الأيام هي أيام
الآخرة أم أيام الدنيا، أم هي أيام ترتبط بالخلقة، بقدر ما يهمنا أن نعرف أن
الزمان جزء من الخلقة، وانّ الله تعالى هو ربّ يمنح الخلقة للشيء طوراً فطوراً،
وخلقاً من بعد خلق، بل لحظة بلحظة، هذا أولًا.
وثانياً؛ إنّ الله تعالى هو المهيمن على الكون، وهو الذي خلق الأشياء
في ستة أيام، فالأشياء تعود إليه في كل