من البديهي أن تصورات الإنسان نابعة من رؤيته إلى الحياة، فما من
نيّة، وما من تصوّر، وما من عمل يقوم به الإنسان إلّا ضمن إطار رؤيته العامة إلى
الحياة، أو في إطار فلسفته التي يؤمن بها.
وما من شك إن رؤية الإنسان المؤمن نابعة من القرآن الكريم، ولذلك فإن
سلوكه وتصوراته ومواقفه في الحياة ترتبط كلها بهذه الرؤية، وتتفاعل في إطارها، في
حين أن تصرفات وتصورات الإنسان الجاهلي تنطلق من فلسفته الخاطئة، ونظرته المنحرفة
إلى الحياة، وهذا ما يميز الإنسان الرسالي المؤمن الصادق عن الإنسان الجاهلي
المنافق أو ذلك الذي لم يدخل الإيمان قلبه بشكل كامل.
وتحضرني في هذا المجال آيات كريمة من سورة الأعراف، وهي من غرر آيات
الذكر الحكيم التي أكدت عليها بعض النصوص، والتي تكشف لنا الرؤية العامة تجاه
الحياة، وهذه هي الآيات