responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 26

الثاني بصورة كلية.

فقد زوَّد الله البشر بالفطرة والعقل، وأيَّد عقله بالعلم. وفي قبال كل هذه ابتلاه بالهوى والجهل.

وثمة مفارقة؛ فالصعود إلى ذروة العقل لن يتحقق من دون شد عزمات القلب، وتنمية حوافز الإرادة، واستثارة ركائز الفطرة. في حين أن السقوط يتم بمجرد الاسترسال مع الهوى، والانقياد للجهل.

من هنا فإن من يبتعد عن مصدر النور والهدى، يقع في ظلمات الجهل. كما أن الابتعاد عن الله يُقرِّب الإنسان من الشيطان ويُكرِّس اتِّباع ثقافته، فتتراكم فيه وساوسه حتى تتحوَّل لديه إلى مرتكزات ذهنية، حتى تراه يُفكِّر بها ويبصر ويسمع ويمشي بها. لذلك ترى هذا النموذج يستنكر بكل وقاحة على ذوي الهدى هداهم، وعلى أهل الحق حقهم، فيتحوَّل لديه الحق باطلًا والباطل حقًّا.

وحيث يعجز المرء عن التخلُّص من تراكمات الهوى ووساوس الشيطان في نفسه، تراه‌ يُجادِلُ فِي اللّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ‌ فيواجه ربه بكل وقاحة، فيجادل بما أُوتي من قوة، والشيطان يضاعف جهده لتكريس إضلاله .. وقد كُتِبَ عليه أنه من تولاه فإنه يضله حتى يسوقه إلى سواء السعير.

ويبقى ابن آدم بين هذا وذاك في أشد الحاجة إلى هزة ضمير وانتفاضة وجدان حتى يتحدى تراكمات الهوى، وليخرج عن نطاق ما اعتاد عليه من الأخطاء والشبهات، فيتوب إلى ربه توبة نصوحاً ويؤوب إليه مآباً، وذلك في شريعة مثل شريعة الحج العظيمة وما فيها من مناسك توفر للإنسان بمجموعها محطة تفكُّر، ومنطلق ثورة،

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست