responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 225

الإنسان. وعكسه تماماً الإيمان المستودَع الذي لا يمسُّ الإنسان إلًّا مسًّا ظاهراً.

وعليه، فإن الفتنة التي تحدثت عنها الآية السابقة، وكانت سبباً لسقوط القاسية قلوبهم في الويل والعذاب، كان دافعاً لتكريس الإيمان في قلوب المخبتين.

- فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ‌.

الذين قال الله تعالى عنهم في مناسبة أخرى وَ بَشِّرِ الْمُخْبِتينَ (34) الَّذينَ إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ‌ [1].

و (الإخبات) درجة لا يحصل عليها المرء إلَّا أن يمر بامتحان صعب، فيثبت فيه فيصبح مُخبِتاً. بمعنى أن المؤمن لا يكون مُخبِتاً إلَّا أن يقتحم العقبة ويتجاوزها بمخالفته لهواه، وإطاعته لأمر مولاه.

وإنّ من يصل إلى درجة الإخبات، ليعلم إن مصدر الحق من الله تبارك وتعالى دون غيره؛ أي لا يمكن للشيطان، أو النفس الأمارة بالسوء، أو النفوس المحجوبة بالشهوات .. أن تكون مصدراً للحق، وإنما هو حق مطلق بيَّنه الله للناس، وليس هناك طرق متعددة لاستلهام الحق، وإنما هو سبيل واحد وباب واحد، تماماً كما قال نبينا الأكرم (ص)

أَنَا مَدِيْنَةُ العِلْمِ وَعَليٌّ بَابُهَا

[2]. حيث حدَّد باباً واحداً فقط لتلقِّي العلم، وهو علي بن أبي طالب (ع)، فلا توجد أبواب متعددة.

وهؤلاء الذين أوتوا العلم، مؤمنون في واقع الأمر، ولكن‌


[1] سورة الحج، آية 34- 35.

[2] الآمالي، الشيخ الصدوق، ص 425.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست