responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 224

تفصيل القول‌

1- وَ لِيَعْلَمَ الَّذينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ‌.

امتدت أيادي التحريف إلى كتب السماء؛ تارة إلى متونها، وأخرى إلى تفسيرها وتأويلها، إذ تعرَّضت حقائق الرسالة للاختطاف من قبل المنافقين .. والسبب في ذلك أن الدنيا دار فتنة وابتلاء، حيث لا بد أن يُمتحن الناس؛ شاؤوا أم أبوا؛ فيسقط الذي في قلبه مرض، ويتهاوى أولو الشكوك والقسوة .. أما المؤمنون المتسلحون بالعلم، فيبقون صامدين كما الجبل، بل ويسمون إلى حيث الحقيقة الربانية والفوز والصلاح.

فكما أن الفتنة كانت سبب سقوط أناس، كذلك الفتنة كانت السبب في تسامي آخرين، فازدادوا إيماناً .. وهكذا الناس بعد الامتحان ليسوا كما كانوا قبله؛ ففريق يتهاوى، وفريق يزداد سموًّا.

فهي إذاً؛ المعادلة الصعبة، إذ القاسية قلوبهم يركسون في الفتنة، أما الذين أوتوا العلم وعرفوا الحكمة التي رسمها الله سبحانه للحياة، فلا مجال للشك إلى قلوبهم.

وهذا- في حقيقة الأمر- يتبع نوعين من الإيمان، فثمة إيمان مستقر يزداد نضوجاً بتوالي الفتن وتغير الظروف، وثمة إيمان مستودَع سرعان ما يفرط به صاحبه؛ لأنه رهين ظروف خارجية، فإذا تغيَّرت فَقَدَ هذا الإيمان.

والإيمان المستقر إيمان راسخ في القلب، ويطفح على اللسان، ويتجلَّى في الأركان، ويعمُّ كل نواحي السلوك، حتى يستولي على كيان‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست