responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 202

ولكن؛ ما الذي ينتفي بقوله تعالى إِنَّما أَنَا لَكُمْ نَذيرٌ مُبينٌ‌؟

يبدو أن ما ينتفي هو إجبار الإنسان على الإيمان. فلم يجئ الرسول إليه يُهدِّده بحراب يحملها أو قوة تنفيذية مُزوَّد بها ليُنفِّذ بها أوامر الله .. كل ذلك منتفٍ؛ لأن أساس بعثة الأنبياء قائم على مخاطبة الضمير الإنساني وإحياء الفطرة التي ران عليها الجهل والغفلة، ومن ثَمَّ إثارة العقل، ثم توجيهه الوجهة الصحيحة القويمة، ودفعه- وليس إجباره- إلى استهداف الكمال والتوسُّل بكرامة الحرية والإرادة.

كان ذلك كله لأنه تبارك وتعالى على علم مسبق بأنه لو أكره الإنسان على اختيار الكمال، مع وجود الغرائز والشهوات في ذاته، لأصيب بالتهافت والاضمحلال وتلاشي قواه، إذ لن يكون حينذاك ملكاً مجرداً عن الشهوة تابعاً صرفاً للحق، ولا حيواناً مجرداً عن العقل مهمته الحفاظ على ذاته وتكميل دورة البقاء .. والنتيجة أنه بالإكراه يتحطم داخليًّا ويتناقض خارجيًّا.

كن الإنسان بما هو مزوَّدٌ به من شهوة جامحة وعقل كابح، إن استغله يتكامل بالحرية والتوجيه.

أما الخطاب الإلهي قُلْ يا أَيُّهَا النّاسُ‌ فيدل على أن كلام الله غير مخصوص بقوم دون قوم، أو منطقة دون أخرى، بل هو خطاب للكل وفي جميع الأحوال؛ لأن الإنسان بما هو إنسان مُراد بهذا الخطاب ومحكوم بهذه السنة.

ثم قال ربنا سبحانه‌ إِنَّما أَنَا لَكُمْ‌.

ومعروف أن‌ إِنَّما أداة حصر. أما كلمة أَنَا، فتعني أن‌

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الحج) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست