أخاف أن يقتلون‌

وَ لَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (14).

تفصيل القول‌

أشار النبي موسى (ع)- في معرض التمهيد لتحمُّله مهام النبوة المقدَّسة التي أوكلها الله تعالى إليه- إلى قضية قتله أحد شيعة فرعون التي استغلتها السلطة الفرعونية شرَّ استغلال، حتى اضطرته إلى خروجه من مصر خائفاً مترقِّباً نحو مدينة مدين البعيدة، والبقاء فيها طيلة عشر سنين.

وهذه الإشارة إنما هي لتوضيح حقيقة لا بد لكل داعٍ من الدعاة إلى الله تعالى أن يعيها، وهي: أن الطغاة يرسمون الخطط التفصيلية فيما يتعلَّق ببسط نفوذهم وسيطرتهم على مصائر العباد والبلاد، ومن ذلك، أنهم يسنُّون القوانين الظالمة، حتى يُحوِّلوها إلى واقع مسلَّم به، بعد أن يجهدوا في غسل أدمغة الرأي العام، ليكون الخروج عليها