responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 56

3- فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ‌

هذا طلب آخر تقدَّم به النبي موسى (ع) إلى ربِّه تعالى، فهو طلب وزيراً، بعد أن طلب طلاقة اللسان، فاستجاب له الله تعالى؛ لأن من حق الداعية إلى الله تعالى أن يكون له مساعد ووزير، له مهامه الخاصة، ومن ضمنها تبيين عظمة مقام النبوة للناس- فيما يتعلق بالأنبياء عليهم السلام-. إذ لا ينعدم من بين الناس من يدَّعي الالتزام بأحكام الشريعة دون الحاجة إلى نبي، لاسيما بعد وفاة النبي ورحيله، كما كان نهج الذين حكموا الناس بعد رسول الله (ص)، حيث كان الواحد منهم يقول: كان رسول الله يقول .. وأقول أنا .. جهلًا منه بمقام النبوة، أو تجاهلًا له وتجهيلًا للناس بالمقام المحمدي الأسمى من بين كل المقامات. فكان يُصوِّر للناس أن مقام النبوة مقام الحاكم العادي لا غير.

أما الوزير الذي يفترض أن يكون مع النبي، فمهمته أن يُواصل المهمة النبوية من جهة، وأن يشرح للناس المنزلة النبوية، كما كان شأن هارون بالنسبة لموسى (ع). وكما هو شأن أمير المؤمنين (ع) بالنسبة للنبي المصطفى (ص)، وهو القائل بحقه: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» [1].

إذن، فالوزارة التي طلبها موسى (ع) من ربِّه إلى هارون لم تكن صادرة عن عجز شخصي كان يشعر به، أو عن تعاطف منه مع هارون كان يدفعه ويحركه .. بل هي تعبير عن سُنَّة إلهية في أنبيائه المعصومين عليهم السلام، لتكتمل بوزرائهم وأوصيائهم نُبُوَّاتهم، وقد أنزل الله تعالى قرآناً عظيماً في يوم الغدير الأغر الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دينَكُمْ‌


[1] المحاسن، الشيخ البرقي، ج 1، ص 159.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 56
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست