أصل كل فسادٍ وانحراف، وأصل كل ما جرى على الأمم السابقة من عذاب
عريض، هو الشرك بالله سبحانه وتعالى؛ كما أن التوحيد هو أساس كل خير يُمكن أن
يناله البشر.
فإذا انطلق ابن آدم من الشرك، فلا يُؤمَن شرّه. ولأن النفس البشرية
ليست بالمحيط الكبير، فهي إذا ما وقع فيها الشرك، أفسد كل ما فيها، حتى ما فيها من
صلاح ونور أوّلي أودعه الله في ضمير كل بشر، وتسلبهم عبادةُ غير الله نورَهم.