responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 466

ومن جهة أخرى، بما أن الكافرين عجزوا عن مواجهة الرُّسُل بالحوار، وذلك بسبب أمانة الأنبياء، وصدقهم، وطيبتهم، وحلمهم، وحكمتهم، ونُبلهم، وتوفُّرهم على الخير كله، فترى الكافرين- إزاء كل ذلك- يتظاهرون بالإشفاق عليهم، فكأنهم يحاولون معالجة هؤلاء الأنبياء وإنقاذهم من مشكلة عجزوا عنها، أو فاتهم أمر الوقاية منها. فتراهم يحاربونهم محاربة نفسية، بعد أن وجدوهم والهين مضحين للأفكار والمبادئ والمثل التي أُنزلت عليهم من السماء.

وهذه الحرب من أخبث أنواع المواجهة التي اتَّخذها الكافرون ضد أنبيائهم؛ ذلك لأن أساس الاتهام بالسحر أمرٌ غير مفهوم للناس، لأنهم لا يعرفون السحر ولا معناه. وبالتالي يبقى الاتهام قضية مبهمة طافحة تزيد من ضلال الناس وانحرافهم.

ولعل هذه التُّهمة الشيطانية قد تكرَّرت من قِبَل الأمم ضد أنبيائهم، وهي من الأدلة على صدق الأنبياء؛ لا سيما وأن الواحد منهم كان في غنى عن المال أو الجاه، ولا يبحث عن السلطة والرئاسة، وإنما هو ذائب في مهمته إلى الدرجة التي حَدَت بالناس إلى تسميته بالمسحور، لشدة اتِّصاله بأمر السماء.

ويُمكن القول بأن كلمة الْمُسَحَّرينَ‌- وهي إشارة إلى وجود أشخاص على مر الحقب والأزمنة عُرفوا بهذه التسمية- تُشير إلى أن رجالًا آخرين كانوا ينهون قوم شعيب عمَّا كانوا يفعلونه من المفاسد والمُوبقات. وليس بالمستغرب أن يظهر في كل أمة عدد من المصلحين، هم من بقايا الرسالات السماوية السابقة، كما كان الموحدون الأحناف في الجزيرة العربية قبل البعثة المحمدية الشريفة، وهم الطاهرون عن الانحراف نحو عبادة الأصنام وممارسة العادات الفاسقة.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست