responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 463

دون تمييز، غير مستعدٍّ لقبول فكرة التطوير والتحديث.

ولعل البحث عن التجمّد على أفكار الماضين في كتاب ربِّنا أكثر مساحةً من البحث عن التمرُّد على الآباء؛ لأنّ داء التجمّد والامتناع عن التطوُّر أكثر ما يصيب ابن آدم، ومنه التجمُّد على أفكار وممارسات الآباء، حتى إن الأمر يصل إلى حدِّ الشرك بالله تعالى والإعراض عنه. ويعتبر القرآن الكريم الشرك، هو الذنب الذي كتب ربُّنا على نفسه ألَّا يتسامح فيه، ولا يتجاوزه، واعتبره الظلم العظيم.

فهؤلاء الانطوائيون المُنغلقون على أفكارهم، ويتَّبعون أفكار السابقين دون تمحيص، إلَّا أنهم هم المصابون بداء الشرك لاتِّخاذهم آباءهم آلهةً من دون الله، إذ يُقدِّسونهم بلا مبرر، ولا يسمحون لأنفسهم بالبحث عمَّا لديهم من أفكار ومدى صحتها، وتراهم يتَّهمون غيرهم بالشرك ظلماً وعدواناً.

وإنما يقدّس المرء آباءه وأسلافه- في كثير من الأحيان- لاهتمامه الشديد بنفسه هو، وسلاحه في ذلك؛ التفاخر بآبائه. ولا ريب في أن هذا التقديس اللامبرر، ينتهي إلى عدم إدراك الحقائق جملةً وتفصيلًا.

ولكن الله سبحانه وتعالى أدان هذا المنحى البشري الباطل، وكثيراً ما بيَّن أن الجميع هم مخلوقون لله‌ يا أَيُّهَا النّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُمْ وَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‌ [1].

فالله هو ربُّ الأولين والآخرين، فلا مُبرِّر أن يتَّخذ اللاحقون السابقين أرباباً من دون الله عبر التعصب الأعمى لهم. فيما الإسلام دعا وحضّ على الدعاء والحديث مع الله سبحانه مباشرة، تفنيداً للفكرة الفاسدة التي ترى عدم جدارة الناس جميعاً بمخاطبة الربّ.


[1] سورة البقرة، آية: 21.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 463
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست