responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 459

أما مفردة النّاسَ‌ فهي الأخرى عامة ومطلقة وتسع البشر جميعاً. فهي إذن معيار للعدالة العالمية.

وهذه الآية- وما قبلها، وما بعدها، وما حوت من مفردات- بلغت من الحكمة أوجها لدى الاستعمال، لم تنزل لتُقرأ أو لتُثير الإعجاب فحسب، وإنما ليُصلح الإنسان بها نفسه، ويُقوِّم بها سلوكه، فلا يكون مُطفِّفاً أبداً؛ بمعنى ألَّا يكون بحيث يحب لنفسه أكثر مما يحب لغيره، سواء في الأخذ أم في العطاء. أي: فلا يُحب أن يُعطي قليلًا والأقل مما عليه، ولا يرغب بأخذ الكثير الزائد على حقِّه. فلا يَظلم ولا يُظلم.

إنّ بخس الناس أشياءهم يعني العبث في الأرض ومُقدَّراتها، والعمل على تعطيل الاستقرار والحياة فيها، والانتهاء إلى تسليط مظاهر الفساد بكافة أشكاله عليها.

في حين أن الإصلاح من المسؤوليات الأساسية لكل إنسان في الحياة الدنيا، وإنّ من أبرز المفاسد التي تتعرَّض لها البشرية وقف الإصلاح.

ولعل البعض يركِّز فكره على ما يتَّصل بالأوامر من حديث كتاب ربِّنا سبحانه وتعالى، دون أن يلتفت إلى المناهي فيه. في حين أن أساس القرآن بيان تلكم الجوانب؛ أي بيان الشرك والفساد، ومظاهرهما، وأسبابهما. إذ الفساد عنوان كبير في الكتاب، وقد تمحورت حوله الكثير من الأحكام الشرعية.

والسبب في الاهتمام القرآني بهذا المنحى، أن الفساد ممارسة سلبية تناقض الفطرة الإلهية والسُّنَّة الربانية في الخلق. فالفساد تحريف للحقائق، وقد قال تعالى وَ لا تُفْسِدُوا فِي اْلأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 459
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست