إنّ مهمة النبي، ومن يقوم مقامه، أن يجمع الناس ويقودهم إلى طريق
الله تعالى، مهما كان لون هؤلاء الناس، أو عرقهم، أو لغتهم، أو مستواهم الاجتماعي،
ثم ينهض بالجميع إلى حيث الهدى والخلق العظيم. ولا ينبغي له أن يزرع فيهم مزيداً
من العقد، ويضع بينهم المزيد من الفواصل. ولو فعل مثل ذلك، لما كان نبيًّا؛ لأن
مهمة الأنبياء مهمة الإصلاح، وليس التخريب والإفساد.
فالنبي، ومَنْ يقوم مقامه- حقًّا- يتمتعان بالقلب الحنون. لقد قال
الله تعالى لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزيزٌ عَلَيْهِ ما
عَنِتُّمْ حَريصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنينَ رَؤُفٌ رَحيمٌ[1].