responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 219

سواء حينما اهتموا بعلم التحنيط للموتى، أو حينما نحتوا من الجبال بيوتاً، أو حينما شيَّدوا الأبراج العالية.

إن الرغبة هذه دليل على وجود فرصة للخلود، وقلَّما تجد من لا يعترف باليوم الآخر.

ولا ريب في أن الناس يتفاوتون في طريقة اعترافهم، وفي مدى تأثير هذا الاعتراف في مسار حياتهم، إلَّا أن أصل الاعتراف بذلك أمر مشهود، حتى إن من آخر التقليعات البشرية، البحث عن مغالبة الموت، وإيجاد فرص للحياة تستغرق مئات السنين بعد القضاء على الشيخوخة والهرم. ولكنهم يغفلون عن أن الموت سيف مشهور على رقبة ابن آدم مهما طالت به الحياة، ولو عاش آلاف السنين، ومن ورائه حساب وحساب.

إن البحث عن الخلود وراءه شعور في الإنسان بأنه يمكنه أن يعيش وأن تكون له حياة أخرى.

وهذا الإحساس هو معيار مهم جدًّا في فهم الحقائق. إذ إن من لا يُقرُّ أمر الآخرة وحتمية حدوثها، تختلُّ لديه الموازين؛ لأنه يمثل الحجر الأساس في النظام المعرفي للإنسان.

فمن ينعدم لديه الإيمان بالآخرة يضيع، ويضيع معه كل شي‌ء؛ لأنه يكون كمن يسير في طريق يجهل نهايته، ويفتقر إلى الهدف الجدير بالسير إليه. فيما الإنسان المؤمن في منأى عن الضياع والانحراف، نظراً لأنه قد وجد الأجوبة والحلول لكل أسئلته، حتى إنه قد علم بأن الدنيا- بزخرفها وزبرجها- لا تسوى عند الله سبحانه جناح بعوضة، فلا مناص من اعتبارها مجرد محطة أريد منها العبور إلى عالم الخلود الحقيقي، حيث الجزاء الأوفى.

نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الشعراء) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 219
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست