نام کتاب : بينات من فقه القرآن(سورة الفرقان) نویسنده : المدرسي، السيد محمد تقي جلد : 1 صفحه : 303
جدًّا ولكنها مصابة بوباء قاتل، حيث لا يعرف طبيعة المأساة التي
سيتعرّض لها هذا الرجل إن تزوّج فعلًا بهذه المرأة. أو كمن يعرف بأنه قادر على
شراء قصر منيف رائع، بأرخص الأثمان، ولكنّه عرف أيضًا أنه سيتلاشى هذا القصر بعد
وقت قصير بفعل زلزال مدمّر.
وما الدنيا برمّتها- إلا مرحلة بسيطة من عمر الإنسان، تبعًا لمراحل
خلقته، إذ هو عاش في عالم الأظلّة، ثم في عالم الذر، ثم في عالم الأرحام، وهو يعيش
الآن في عالم الأنساب، وسيغادره إلى عالم البرزخ، وبعده عالم يوم القيامة، وبعده
عالم الخلود والنهاية المطلقة. فهو في الحقيقة عليه أن يخوض تجربة العوالم السبعة؛
ثلاثة منها مضت وثلاثة منها قادمة، ويعيش ضمن مرحلة بسيطة دوامها سبعون عامًا
تقريبًا، وفي هذه المرحلة له أن يُحدّد مصيره من جديد، وفيها يختار نهايته .. فأي
مصير يختار يا ترى؟!.
قيمة الرزق: وبعد أن يُؤمِّن الإنسان العاقبة، تأتي قيمة الرزق، إذ
ابن آدم لابدّ له من رزق حتى وهو في الجنّة، وحتى وهو في النار، ولأن الرزق من
طبيعة كل
شيء مخلوق، بينما الرب سبحانه غني من الرزق.
إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ[1].
فالرزق- بدوره- بيد الله الخالق، وهو الذي ينزّل الغيث، ولا عمارة
دون غيث، ولا حضارة دون ماء.
وهذه القيمة قيمة مشروعة، شريطة ألَّا تتعارض مع القيمة الأولى، وهي
قيمة العاقبة.